AHMED NASR مشرف
عدد الرسائل : 18 تاريخ التسجيل : 06/08/2008
| موضوع: فوتوحات الشام الأحد أغسطس 10, 2008 12:43 pm | |
| قال الإمام الواقدي رحمه الله تعالى آمين: حدثني أبو بكر بن الحسن بن سفيان بن نوفل بن محمد بن إبراهيم التيمي ومحمد بن عبد الله الأنصاري وأبو سعيد مولى هشام ومالك بن أبي الحسن وإسماعيل مولى الزبير ومازن بن عوف من بني النجار كل حدث عن فتوح الشام بما كان قالوا جميعًا: إنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف بعده أبو بكر الصديق رضي الله عنه قتل في خلافته مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة وقاتل بني حنيفة وأهل الردة وأطاعته العرب فعزم أن يبعث جيشه إلى الشام وصرف وجهه لقتال الروم فجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وقام فيهم خطيبًا فحمد الله عز وجل وقال: يا أيها الناس رحمكم الله تعالى اعلموا أن الله فضلكم بالإسلام وجعلكم من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وزادكم إيمانًا ويقينًا ونصركم نصرًا مبينًا وقال فيكم اليوم كملت لكم الجهاد والصدام فليبادر إلى طاعة الملك العلام ثم كتب: {انفروا خفافا وثقالًا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيلالله}. [التوبة: 41] الآية ثم بعث الكتب إليهم وأقام ينتظر جوابهم وقدومهم وكان الذي بعثه بالكتب إلى اليمن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فما مرت الأيام حتى قدم أنس رضي الله عنه | |
|
AHMED NASR مشرف
عدد الرسائل : 18 تاريخ التسجيل : 06/08/2008
| موضوع: رد: فوتوحات الشام الأحد أغسطس 10, 2008 12:46 pm | |
| يبشره بقدوم أهل اليمن وقال: يا خليفة رسول الله وحقك على الله ما قرأت كتابك على أحد إلا وبادر إلى طاعة الله ورسوله وأجاب دعوتك وقد تجهزوا في العدد والعديد والزرد النضيد وقد أقبلت إليك يا خليفة رسول الله مبشرًا بقدوم الرجال وأي رجال وقد أجابوك شعثًا غبرًا وهم أبطال اليمن وشجعانها وقد ساروا إليك بالفراري والأموال والنساء والأطفال وكأنك بهم وقد أشرفوا عليك ووصلوا إليك فتأهب إلى لقائهم.
قال: فسر أبو بكر رضي الله عنه بقوله سرورًا عظيمًا وأقام يومه ذلك حتى إذا كان من الغد أقبلوا إلى الصديق رضي الله عنه وقد لاحت غبرة القوم لأهل المدينة.
قال: فأخبروه فركب المسلمون من أهل المدينة وغيرهم وأظهروا زينتهم وعلاهم ونشروا الأعلام الإسلامية ورفعوا الألوية المحمدية فما كان إلا قليل حتى أشرفت الكتائب والمواكب يتلو بعضها بعضًا قوم في أثر قوم وقبيلة في أثر قبيلة فكان أول قبيلة ظهرت من قبائل اليمن حمير وهم بالدروع الداودية والبيض العادية والسيوف الهندية وأمامهم ذو الكلاع الحميري رضي الله عنه.
فلما قرب من الصديق رضي الله عنه أحب أن يعرفه بمكانه وقومه وأشار بالسلام وجعل ينشد ويقول: أتتك حمير بالأهلين والولد أهل السوابق والعالون بالرتب أسد غطارفة شوس عمالقة يردوا الكماة غدًا في الحرب بالقضب الحرب عادتنا والضرب همتنا وذو الكلاع دعا في الأهل والنسب دمشق لي دون كل الناس أجمعهم وساكنيها سأهويهم إلى العطب قال: فتبسم أبو بكر الصديق رضي الله عنه من قوله ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا أبا الحسن أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا أقبلت حمير ومعها نساؤها تحمل أولادها فأبشر بنصر الله على أهل الشرك أجمعين). فقال الإمام علي: صدقت وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس رضي الله عنه: وسارت حمير بكتائبها وأموالها وأقبلت من بعدها كتائب مذحج أهل الخيل العتاق والرماح الدقاق وأمامهم سيدهم قيس بن هبيرة المرادي رضي الله عنه فلما وصل إلى الصديق رضي الله جعل يقول: صلوا على طه الرسول: أتتك كتائب منا سراعًا ذوو التيجان أعني من مراد قال: فجزاه أبو بكر رضي الله عنه وتقدم بكتائبه ومواليه وتقدمت من بعده قبائل طيئ يقدمها حارث بن مسعد الطائي رضي الله عنه فلما وصل هم أن يزجل فأقسم عليه أبو بكر رضي الله عنه بالله تعالى أن لا تفعل فدنا منه فصافحه وسلم عليه وأقبلت الأزد في جموع كثيرة يقدمها جندب بن عمرو
الدوسي رضي الله عنه ثم جاءت من بعدهم بنو عبس يقدمهم الأمير ميسرة بن مسروق العبسي رضي الله عنه وأقبلت من بعدهم بنو كنانة يقدمهم غيشم بن أسلم الكناني وتتابعت قبائل اليمن يتلو بعضها بعضًا ومعهم نساؤهم وأموالهم فلما نظر أبو بكر رضي الله عنه إلى نصرتهم سر بذلك وشكر الله تعالى وأنزل القوم حول المدينة كل قبيلة متفرقة عن صاحبتها واستمروا فأضر بهم المقام من قلة الزاد وعلف الخيل وجدوبة الأرض فاجتمع أكابرهم عند الصديق رضي الله عنه وقالوا: يا خليفة رسول الله إنك أمرتنا بأمر فأسرعنا لله ولك رغبة في الجهاد وقد تكامل جيشنا وفرغنا من أهبتنا والمقام قد أضر بنا لأن بلدك ليست بلد جيش ولا حافر ولا عيش والعسكر نازل فإن كنت قد بدلت فيما عزمت عليه فأمرنا بالرجوع إلى بلدنا وأقبل الجميع وخاطبوه بذلك فلما فرغوا من كلامهم قال أبو بكر رضي الله عنه: يا أهل اليمن ومن حضر من غيرهم.
أما والله ما أريد لكم الإضرار وإنما أردنا تكاملكم قالوا: إنه لم يبق من ورائنا أحد فاعزم على بركة الله تعالى.
وصية أبي بكر قال المؤلف رحمه الله تعالى: لقد بلغني أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قام من ساعته يمشي على قدميه وحوله جماعة من الأصحاب منهم عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين وخرجوا إلى ظاهر المدينة ووقع النداء في الناس وكبروا بأجمعهم فرحًا لخروجهم وأجابتهم الجبال لدوي أصواتهم وعلا أبو بكر على دابته حتى أشرف على الجيش فنظر إليهم قد ملئوا الأرض فتهلل وجهه وقال: اللهم أنزل عليهم الصبر وأيدهم ولا تسلمهم إلى عدوهم {إن الله على كل شيء قدير} [البقرة: 20]. وكان أول من دعاه أبو بكر يزيد بن أبي سفيان وعقد له راية وأمره على ألف فارس من سائر الناس ودعا بعده رجلًا من بني عامر بن لؤي يقال له ربيعة بن عامر وكان فارسًا مشهورًا في الحجاز فعقد له راية وأمره على ألف فارس ثم أقبل أبو بكر على يزيد بن أبي سفيان وقال له: هذا ربيعة بن عامر من ذوي العلى والمفاخر قد علمت صولته وقد ضممته إليك وأمرتك عليه فاجعله في مقدمتك وشاوره في أمرك ولا تخالفه.
فقال يزيد: حبًا وكرامة.
وأسرعت الفرسان إلى لبس السلاح واجتمع الجند وركب يزيد بن أبي سفيان وربيعه بن عامر وأقبلا بقومهما إلى أبي بكر رضي الله عنه فأقبل يمشي مع القوم | |
|
السحلب المكار مشرف متميز
عدد الرسائل : 363 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 22/07/2008
| موضوع: رد: فوتوحات الشام الأربعاء أغسطس 13, 2008 1:56 am | |
| ميرسي علي الموضوع وفي انتظار الجديد منك | |
|