كبسولات التميز

موضوع: كبسولات التميز الأحد أغسطس 17, 2008 5:08 pm

وفى هذه المقالة تناول معا هذه الكبسولات :-

الكبسولة الأولى: مارس المهارات التي تتقنها

يحكى أن رجلا اشترى حصانا للسباق فاحتفظ به في الإسطبل ووضع عليه لافته مكتوب عليها ( أسرع حصان في العالم ) ، وأهمل الحصان في الإسطبل دون أن يمارس مهارة السباق ، ثم قرر صاحب الحصان أن يدخل به سباق الخيل فكان ترتيب حصانه الأخير ، فأسرع وغير اللافتة إلى ( أسرع عالم للحصان ) فالممارسة والاستمرار ضرورية للمحافظة على المهارة

فالرياضيون يمارسون مهارتهم الرياضية سنوات عديدة من اجل ظهور يستغرق ثواني أو دقائق أمام المشاهدين

وقد قيل: إذا لم أمارس مهارة الإلقاء شهرا فإن جمهور المستمعين سيلحظون الفرق في الأداء ، وإذا لم أمارسها أسبوعا فإن زوجتي ستلاحظ الفرق ، وإذا لم أمارسها يوما فإنني سألاحظ الفرق

وممارسة مهارة الإلقاء تشمل انتقاء الكلمات السهلة البسيطة الإيجابية التي يفهمها الناس : فالأحمق ينطق بالكلام قبل أن يفكر فيما يختار من كلمات والحكيم يختار من الكلمات قبل أن ينطق بكلمة وإذا كان الشاعر يقول في حق اختيار الصديق :

تخير لنفسك من تصطفيه ولا تدنين إليك اللئامــــــا

فنحن نقول في حق اختيار الكلمات للإلقاء:

تخير لنفسك ما تصطفيه من الكلام ولا تدنين إليك السقيم من الكلام

وهذا حديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بعثت بجوامع الكلم 0000)

وحديث السيدة عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث الحديث لو عده العاد لأحصاه

ولهذا إن أردت ان تكون متميزا فاعلم أن الإنسان يشعر باختلاف في أدائه إذا لم يمارس هواياته ومهاراته بشكل يومي

الكبسولة الثانية : مرن نفسك على الإصغاء

عاد الأب متأخرا من عمله كالعادة ، وقد أصابه الإرهاق والتعب ، وجد ابنه الصغير ينتظره عند الباب سائلا إياه : كم تكسب من المال فى الساعة يا أبى ؟ فرد الأب غاضبا : هذا ليس من شانك ، ما الذى يجعلك تسأل هذه الأسئلة السخيفة ؟ فرد الأبن : فقط أريد أن اعرف ،أرجوك أخبرني فرد الأب وقد ضاق ذرعا به : خمسين جنيها في الساعة فأطرق الابن وقال : هلا أقرضتني عشرة جنيهات من فضلك ؟

فثار الأب وقال لابنه : إذا كنت تريد أن تعرف كم أكسب لكي أعطيك عشرة جنيهات تنفقها على الدمى السخيفة والحلوى اذهب إلى غرفتك ونم ، فأنا اعمل طوال اليوم ولا وقت لدى لتفاهاتك هذه

لم ينطق الصبي وذهب بهدوء إلى غرفته، جلس الأب غاضبا محدثا نفسه : كيف يستجوبني بهذا الأسلوب الابتزازي للحصول على بعض المال ؟ وبعد أن هدأ بدأ يفكر فيما حدث وشعر بأنه كان قاسيا مع طفله فذهب إلى غرفة ولده وفتح الباب قائلا : هل أنت نائما ياعزيزى ؟ فرد الإبن : لا..مازلت مستيقظا فقال الأب : لقد كنت قاسيا معك فقد كان اليوم طويلا وشاقا في العمل تفضل هذه العشرة جنيهات،تهلل وجه الصبي فرحا وقال : شكرا يا أبى وفوجىء الأب بالصغير يضم الجنيهات إلى أخرى تحت وسادته فاستشاط الأب غيظا لأن الصغير طلب المال ومعه غيره وسئله غاضبا : لماذا طلبت المال وكل ذلك معك ؟ فرد الطفل ببرأة : لم يكن لدى ما يكفى ، الآن أصبح لدى خمسين جنيها ،وأريد أن اشترى ساعة من وقتك يا أبى نقضيها سويا

فالناس بحاجة ماسة إلى من يفتح لهم صدورهم وآذانهم فيصغى لمشاكلهم وطلباتهم ويناقشهم باحترام فيعطيهم الفرصة للتحدث والتعبير، يحتاجون للتعاطف مما يعطيهم الإحساس بالأمان والطمأنينة

و حتى تقيم نفسك عليك باختبار نفسك على هذا الاختبار وكن صادقا مع نفسك وأنت مرآة نفسك ولا مطلع عليك احد إلا الله

كم من الأمور التالية تمارسها أثناء الحوار مع زملائك وأقربائك :-

أنا أشجع الآخرين على الحوار
أنا اسأل أثناء الحوار
أنا لا أقاطع أحدا أثناء الإنصات لكلامه
أنا لا أغير موضوع الحوار
أنا أبدى اهتماما واحتراما للمتكلم
أنا أركز على ما يقوله المتكلم
أنا أتجنب تأثير ضوضاء على الحوار مع من أتكلم
أنا أتفهم وجهة نظر الطرف الآخر
أنا منفتح العقل وكبير القلب مع من أتكلم
أنا اعلم أن إنصاتي لا يعنى موافقتي للمتكلم فيما يقول
إنا أراقب حركات الجسد الصامتة من ابتسامة وتعابير وجه من أتكلم معه
أنا أنصت لمشاعر من أتكلم معه كما أنصت لكلماته

ولهذا إن أردت ان تكون متميزا فاعلم أن الإنسان الناجح يصغى للآخرين ضعف ما يتكلم