الأهلي والزمالك.. والفانوس السحري
يجب أن نعترف أن الزمالك في أمس الحاجة لحدوث معجزة خلال مباراته الأفريقية مع المارد الأحمر أو منافسه التقليدي الأهلي ليحقق الفوز ويحصل علي أهم ثلاث نقاط في تاريخه من أجل الاستمرار والبقاء والتواجد في البطولة الأفريقية أو رابطة الأبطال بالمجموعة الثانية التي يحتل الأهلي قمتها.. بلا منازع برصيد 10 نقاط.. يليه أسيك الإفواري وله 5 نقاط.. ثم الزمالك 4 نقاط.. ويتذيل المجموعة الصعبة ديناموز هراري برصيد 3 نقاط.
ورغم أن هناك قاعدة شهيرة في عالم الكرة وهي أن نتائج المباراة لا تعرف المستحيل.. إلا أن لقاء القمة الأفريقي الليلة يدخل في عالم الغيبيات.. والمستحيلات وستختفي كل القواعد والأعراف وعلي مدي ال 90 دقيقة وهي مدة هذا اللقاء الشرس ستنهال الدعوات في الاستاد وخارجه وفي الشوارع والأزقة والحواري وبالطبع الدعوات في تلك الأيام الرمضانية المفترجة تُرفع سريعا إلي السماء ولكن ليس بالدعوات وحدها يتحقق المراد فعلي أرض الواقع دائما تختفي الأحلام والطموحات لاسيما وأن الأهلي أو المارد الأحمر حالته المعنوية "فل الفل" عارف طريقه وغايته ويضع دائما النهايات السعيدة لعشاقه في كل مكان واستطاع أن يقطع المشوار من أقصر الطرق وأصعبها وعورة بعد فوزه علي ديناموز في هراري وبين جماهيره بهدف الساحر أبوتريكة.
ويعود بأغلي ثلاث نقاط.. بينما تاه المنافس في ظروف غامضة ورغم إمكانات لاعبيه الفنية إلا أنه سقط في بحر العسل والأناناس بأبيدجان وبدلا من أن يعود بالنقاط الثلاث أو حتي نقطة علي "سن الفيل العاجي" خسر بالثلاثة.
.. ظروفه النفسية صعبة بل مخيفة وجماهيره في توتر وقلق ورهبة وخوف وفزع من أن يغادر البطولة مبكرا ولا يصل للدور قبل النهائي.
هذا هو الحال علي أرض الواقع ولكن علي أرض الخيال الخصب والأحلام تري ماذا سيحدث لو وجد رئيس النادي ممدوح عباس وهو يعود بعد أداء "صلاة التراويح" الفانوس السحري؟!.
بالطبع لن يصدق عباس نفسه لن يتردد في أن يدعك الفانوس ويزيل من عليه التراب ليخرج الدخان ليملأ المكان وينطلق عفراكوش المارد الجبار حبيس الفانوس من أيام سيدنا سليمان كما جاء في الأثر والروايات ويقول له شبيك.. لبيك يا بيسو لك عندي 3 طلبات!!. ومن الطبيعي أن يرد عباس يا عم عفراكوش أنا لا أريد ثلاثة أو أربعة بل عاوز طلب واحد لاجل الغلابة في ميت عقبة وضواحيها بمصر المحروسة وهو أن نفوز علي الأهلي الليلة!! هل يا عم عفراكوش تقدر تحقق هذا الطلب؟!.
صمت المارد طويلا حتي ظن عباس أنه نام.. وفجأة قال له عفراكوش: عاوز تفوز علي أهلك يا بيسو؟!. لا ياعم أنا باقولك الأهلي.. طب ومين هوه الأهلي؟! وبيعمل إيه؟ قال له عباس: إنه أكبر الأندية في مصر ومحدش قادر عليه وظالم وطماع يريد أن يستأثر لنفسه بكل البطولات ولا ينظر لمن حوله من بقية الأندية الأخري وعلي رأسها النادي الذي أتولي قيادته. وسأله عفراكوش هل المباراة في المصارعة أو المنازلة بالسيوف؟!!. رد عليه عباس يا عم دي مباراة في كرة القدم وأنا عارف إن اللعبة دي لم تكن علي أيامك!! فقال له علي الفور: طب ماتزعلش أنا يوم المباراة هاخطف الكورة ولن يستطيع الأهلي الفوز عليكم قال له: يا عفراكوش لو تقدر تخطف بعض لاعبيه أمثال أبوتريكة وبركات وفلافيو وجيلبرتو يكون أفضل. بل يا ريت تخطف مجلس الإدارة كله برئاسة صديقي حسن حمدي حتي ينشغلوا بغياب واختفاء أعضاء المجلس والنجوم ويخسروا هذا اللقاء لأننا في أمس الحاجة للفوز بالنقاط الثلاث. قال له عفراكوش: ومن امتي والأهلي بيفوز عليكم؟!. أجابه عباس طول عمره باستثناء بعض الفترات التي كان يرأس فيها النادي زميلي الدكتور كمال درويش فضحك عفراكوش وقال درويش من الدراويش.. أنا عارف جدوده من أيام سيدنا سليمان محدش يقدر عليه. طب ما تخليه يرأس النادي. وبدأ الضيق علي عباس من أسئلة عفراكوش وقال له: أنا لا أملك هذا القرار وأنا بنفسي جيت بالتعيين وليس بالانتخاب!!.
وعاود عفراكوش السؤال طب قوللي يا بيسو إيه اللي بيخليه يكسبكم علي طول؟!.. أجابه: يحكم النادي مجلس إدارة منتخب بيعمل في صمت وبيحبوا بعضهم وعندهم انتماء لناديهم وتعاقدوا مع مدير فني راجل بركة ومحظوظ واستطاعوا أن يختاروا شوية عفاريت انضموا للفريق وحققوا العديد من الإنجازات. هرش عفراكوش في رأسه وقال: راجل بركة ومحظوظ هو اسمه المعلم شحاتة أنا سمعت عنه كل خير وحقق العديد من المعجزات ومعاه واحد كمان اسمه سمير زاهر وبيقولوا مكشوف عنهما الحجاب!!. قطع عباس حديث عفراكوش سريعا وقال له لا.. لا.. انت دخلت في طريق غلط زاهر وشحاتة مع المنتخب ولكن أنا باتكلم عن مانويل جوزيه في الأهلي منه لله عكنن حياتنا.. وطير النوم من عيونا.. وأفسد أحلامنا وطموحاتنا.. وأصاب جماهيرنا الغفيرة باليأس والقرف وكل ده بالطبع هيتحمله مجلس الإدارة المعين رغم أننا اشترينا نجوم بالملايين وآخرهم أجوجو الغاني. رد عفراكوش: أجوجو.. أجاب: أجوجي.. ده مارد مالوش حل من سلالة المردة الجبارين بس خدوا بالكم منه علشان عملوا له عمل علي الطريقة الإنجليزية بيخليه يعاني من آلام في الركبة وانخفاض مفاجيء في اللياقة البدنية والسر بالطبع في الساحرة الإنجليزية!!.
وأكمل عباس أسماء النجوم زي عبدالحليم "العندليب" ومصطفي جعفر وجمال حمزة وأبوالعلا وفتح الله والصفتي وكل هؤلاء كوم وحظنا الهباب كوم آخر. لأن لدينا عفريت خطير اسمه شيكابالا. وقطع عليه عفراكوش الحوار وقال له: بتدلعوه وبتقولوا عليه "شيكا". يا خسارة موش هيلعب علشان موقوف من الفيفا وما باليد حيلة.
وأصاب الملل رئيس النادي من حواره مع عفراكوش الذي فاجأه وقال له: طب مين المسئول عنهم قال له مدير فني ألماني اسمه هولمان كان محظوظ مع الأهلي منذ سنوات وعندما تعاقدنا معه جاء علي الفور ولكنه ترك حظه وراه ولم يحضر معه!! وبدأت الأزمات والنكبات ومصيره يتوقف علي نتيجة تلك المباراة!! وانفجر عباس غاضبا ومهددا عفراكوش بأنه سيدخله الفانوس ويحبسه مرة أخري إذا لم يحقق أمنيته الوحيدة وارتعد عفراكوش وقال له: اعطيني مهلة أخيرة أطير ومعي الفانوس حتي أستقر بالجزيرة وألتقي بكبير المردة حسن حمدي وأطلب منه نظرة رحمة وعطف وشوية "حنية" مع الزملكاوية وفي نفس الوقت سأحضر مران الشياطين وأشوف أحوالهم وأنقل لك كل أسرارهم عن الخطة والتشكيل وعليكم الباقي. وفي غمضة عين طار عفراكوش ثم عاد وقال لعباس: أتوسل إليك احبسني وأدخلني في الفانوس لأنني عفراكوش المتعوس ويا ريت تنسي مقابلتي وطريقك في أفريقيا يحتاج لخلطة سحرية شوية انتماء وروح معنوية مع حبة مجهود ولياقة بدنية ونكران ذات من مجموعة اللاعبين واللعب لصالح الزمالك بعيدا عن إغراءات المكافآت والشيكات المالية.. واختفي عفراكوش ومعه الفانوس السحري.. لنعود لأرض الواقع مجددا ونؤكد أن الأهلي لم يضمن التأهل بشكل نهائي للمربع الذهبي ففي حالة فوز الزمالك علي الأهلي يرتفع رصيده إلي 7 نقاط مقابل 10 للأهلي.
وفي الجولة الأخيرة وبعيدا عن لقاء أسيك وديناموز إذا فاز أسيك علي الأهلي سيرتفع رصيده إلي 11 نقطة باعتبار فوزه علي ديناموز مقابل 10 للأهلي وإذا فاز الزمالك علي ديناموز في هراري سيتساوي الأهلي والزمالك برصيد 10 نقاط وسيتم تحديد الفريق الذي سيتأهل عن طريق المواجهات المباشرة وقد فاز الأهلي علي ملعبه 2/1 ويكفي الزمالك الفوز علي ملعبه 1/صفر.. وتلك الاحتمالات أسوقها علي أرض الواقع ولكنها أغرب من الخيال علي غرار الفانوس السحري وعفراكوش. وعموما هذا اللقاء يعتبر من أصعب لقاء الأهلي ولأول مرة لن يكون التعادل مطلبا جماهيريا أو رسميا خاصة بالنسبة للزمالك الذي يحتاج للفوز الليلة وفي آخر مبارياته بهراري ولهذا أعتقد أن عفراكوش فضل أن يعود لمحبسه في الفانوس ورمضان كريم!!.
**** منقول من جريدة الجمهورية****
[/color]